الشيء الذي هو بالنسبة لك أكثر إيلامنا ووجعاً هو بوابتك الحالية للإرتقاء والصعود والانتقال إلى مستوى أعلى مما أنت عليه
سواءً كان هذا الشيء موقف أو شخص أو حالة أو حدث أو هدف أو تأخر هدف أو شعور أو غير ذلك..
هذه المسالة من أعظم ما اكتشفته في حياتي شخصياً
باختصار كل ما عليك فعله هو أن تجعل ما يؤلمك فرصة لتحقيق السلام الداخلي من خلاله
قرر أن تجعل هدفك هو التصالح مع ذلك الشيء الذي يؤلمك
تحرر من مقاومتك له نفسيا حتى تشعر بأنك في الحياد معه
وعندما تصل إلى حالة السلام بينك وبينه فستلحظ أنك ارتقيت في حياتك كلها
نعم.. ارتقيت في حياتك ككل وليس فقط في تجاوز ذلك الشيء المؤلم
لذلك أسميته "بوابة الارتقاء نحو المطلق"
وهكذا ما عليك أن تستمر في التعامل مع كل مايؤلمك وكل ما يعترضك فيوجعك.. تعامل معه بالتحرر وتصالح معه واوقف الحرب بينك وبينه
مثال:
عندما كنت أعاني من رهاب الأماكن الضيقة لدرجة أنني لا أطيق أن أتخيل نفسي مجرد خيال في مكان ضيق.. وبعد سنوات من التعب قررت أن أتوقف عن الهروب منه ومحاولة الإبتعاد عنه وتلافيه
كنت أقول لن أظل طوال عمري في حالة هروب وخوف منه
أريد أن أعيش حياتي حراً طليقاً سواء كنت في مكان ضيق أو واسع
قعدت له وواجهته حتى تحررت منه وتصالحت معه وماهي إلا فترة بسيطة وبدأت ألحظ أني لم أعد كما كنت في كثير من شؤون حياتي
إليك تجربتي فتأمل:
كنت أجلس مع نفسي وأتخيل أني داخل سرداب ضيق لا أستطيع أن أتحرك فيه بحرية... وحينها كنت أستشعر مشاعري وأحسها دون تحكم فيذهب عني بعض تلك المشاعر الخانقة
وأحيانا كنت أبحث في اليوتيوب عن أي مقاطع فيها أماكن ضيقة كسرداب أو جحر حيوان
أو أتابع بعض المقاطع في بعض الأفلام الوثائقية التي يدخل فيها الباحث في قبو ضيق جداً أو في جحر حيوان ما.. وبدلاً من أن أهرب من تلك المشاهد كنت أواجهها وأستشعر مشاعري ناحيتها وأستشعر أكثر وأكثر دون أن أتحكم بمشاعري تلك ودون أن أهرب ودون أن أقاوم ..
فقط أستشعرها فيذهب منها ما يشاء الله أن يذهب
كنت أحياناً أخرى أدخل تحت سرير ضيق جداً جاثم على صدري لا أستطيع أن أتقلب تحته.. كتافي لا لا تستطيع الحركة من ضيق المكان.. ثم كنت أستشعر مشاعري دون أن أتحكم بها ولا أقاومها.. فقط أستشعرها كما هي
ومن مرة إلى مرة وصلت إلى حالة سلام بيني وبين تلك المشاعر الأكثر إيلاماً لي.. حياد كامل ناحية الأماكن الضيقة
تصالحت مع تلك الأماكن فأشعر بالسلام الداخلي ناحيتها
حينها لاحظت أني لم أرتق فقط في هذا الملف وإنما أشياء كثيرة تغيرت في حياتي
ملاحظة: قد يتم التحرر من مرة واحدة أو أكثر قليلاً – كما أصنع مع متدربيني – إلا أنني كنت وقتها مازلت في بداية الطريق لذلك طالت معي هذه العملية
̶ وهكذا صنعت مع حد الأشخاص الذي كان يؤلمني بتصرفه.. قررت أن أجعله بوابتي للإرتقاء بدلاً من محاولة تغييره ومحاولة إخراجه من حياتي أو الإبتعاد عنه... جعلت هدفي التصالح معه نفسياً فكنت كلما انزعجت منه وتألمت أستشعرت مشاعري دون تحكم ولا هروب منها.. كنت أستغل فرصة وجوده لأسمح لنفسي أن أستشعر مشاعري وألمي وقهري منه
كنت كأني أدخل تحت دش بارد.. ذلك الدش هي المشاعر
وشيئاً فشيئاً ومع مرور الأيام وصلت إلى حالة سلام داخلي بيني وبين ذلك الشخص وماهي إلا فترة بسيطة حتى لاحظت التغيير في حياتي بشكل كبير.. إرتقاء بخطوات كبيرة ناحية الأفضل في كل جوانبها
̶ ومع الأيام وبعد أن اكتشفت سر عظيم من أسرار الإبتلاءات في الحياة أدركت أن هذه نعمة من أعظم النعم أن أدركنا رسالتها وارتقينا من خلالها
أصبحت ـرى كل موقف مؤلم عبارة عن فرصة للارتقاء من خلاله بدلاً من الهروب منه ومحاولة تغييره والتحكم به وتلافيه
لا أخفيك أني وصلت إلى مرحلة أفرح بظهور أي شيء مزعج كي أتحرر منه
ومع الأيام لم يعد في حياتي مقاومة داخلية فأنا أرى ان كل شيء مؤلم هو بوابة عبور عظيمة نحو الأعلى
الأمثلة كثيرة إلا أنني سأكتفي بما سبق وسأترك المجال لكم تشاركونا تجاربكم
̶ هذا الإرتقاء الذي أتحدث عنه له أثر على كل جوانب حياتك... "روحياً ومالياُ واجتماعياً وعلمياً وفي علاقاتك وفي نومك وأكلك وصحوك ونضارة وجهك.. وسريان الحياة في كل الجوانب"
الله عزوجل يريدنا أن نكون أحراراً ليأتينا الخير من كل جانب فلما نعذب أنفسنا بالقيود تلك ونمنع عنا كل هذا الخير؟؟!!
هو التحرر يا سادة سر عظيم لا يدركه إلا من مارسه ببساطته دون تعقيد
̶ مئات التجارب خضتها مع أحبابي المتدربين في هذا الشأن سواءً من خلال كورس #التحرر_الشامل أو غيره من الكورسات وها أنا أقدمه لك الآن على طبق من حب لعلك تتخذ القرار وتجعل من كل ما يؤلمك بوابة عبور لحياة أفضل
وأخيرا: تقبلوا سردي البسيط الغير مرصع بالكلمات الصعبة، القريب إلى واقعك، البعيد عن التعقيد.
ذلك لأنني أحب أن أصل من خلاله لعمقك فأشعل النور فيه 💡💡💡
وسلا عليكم 👋❤️💚
#تطوير_ذات#تنمية
#الوفرة_أونلاين
#ناصر_مجريش